سورة الشرح


تاريخ: 15-03-2020
  
كاتب : صفاء ابو خبزه
  

سورة الشرح

أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ Aya-1.png وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ Aya-2.png الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ Aya-3.png وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ Aya-4.png La bracket.png . ألم نشرح صدرك لهذه الدعوة ؟ ونيسر لك أمرها ؟ وننر لك الطريق حتى ترى نهايته السعيدة !

Ra bracket.png وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ Aya-2.png La bracket.png . ووضعنا عنك عبئك بشرح صدرك له فخف وهان وبتوفيقك وتيسيرك للدعوة . وبالوحي الذي يكشف لك عن الحقيقة ويعينك على بها إلى القلوب في يسر ولين .

Ra bracket.png وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ Aya-4.png La bracket.png . رفعنا لك ذكرك في اللوح المحفوظ ، حين قدر الله أن تمر القرون ، وتكر الأجيال ، وملايين الشفاه في كل مكان تهتف بهذا الاسم الكريم مع الصلاة والتسليم ، والحب العميق .

Ra bracket.png فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا Aya-5.png إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا Aya-6.png La bracket.png . إن العسر لايخلومن يسر يصاحبه ويلازمه . وقد لازمه معك . فحينما ثقل العبء ، شرحنا لك صدرك ، فخف حملك ، الذي أنقض ظهرك ، وكان مصاحباً للعسر ، برفع إصره ، ويضع ثقله . وتكرار الآية تذكير واستحضار لمظاهر العناية والرعاية .

Ra bracket.png فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ Aya-7.png La bracket.png . فإذا فرغت من شغلك مع الناس ومع الأرض ، ومع شواغل الحياة .. فتوجه بقلبك كله إلى ما يستحق أن تنصب فيه وتكد وتجهد العبادة والتجرد والتطلع والتوجه ..Ra bracket.png وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ Aya-8.png La bracket.png . إلى ربك وحده خالياً من كل شيء حتى من أمر الناس الذين تشتغل بدعوتهم .

وتنتهي السورة وقد تركت في النفس شعورين ممتزجين : الشعور بعظمة الود من الله الودود الرحيم . والشعور بالعطف على شخصه – صلى الله عليه وسلم -إنها الدعوة . الأمانة الثقيلة وهذا العبء الذي ينقض الظهر . وهي مع هذا مشرق النور الإلهي ومهبطه ، ووصلة الفناء بالبقاء ، والعدم بالوجود !

وتتضمن هذه السورة العديد من الإشارات التربوية التي تساعد على توجيه السلوك. ومن ذلك أن آية (فإذا فرغت فانصب)تفتح للمسلم نافذة على جانب من فلسفة الإسلام ودستوره في الحياة. إنه جانب يتعلق بالحركة المستمرة والنشاط الذي لا ينقطع. فالآية تحمل إشارة إلى أن المؤمن ينبغي أن يكون في حركة دؤوب تصاحبه في كل آونة وحين. إنه يتحرك عندما يعمل، ويتحرك عندما يرتاح. فعمله راحة وراحته عمل. نعم، إن حاجة الإنسان الفطرية إلى الراحة لا تنتفي، وترسيخا لهذا الحق الفطري فقد جعل الإسلام لأبداننا علينا حقا. ولكن الراحة المعنية هنا هي الراحة النشيطة الإيجابية التي يتحول بها وقت الفراغ من نعمة مغبونة إلى نعمة مضمونة، يستفيد منها صاحبها متعة بالراحة وأجرا أخرويا على تلك الراحة. فيكون له بدل الأجر أجران؛ أجر على الراحة مع أجره على العمل. والراحة المأجورة هي التي توضع في موضعها الصحيح، ولا تستثمر فيما يعود على صاحبها وعلى محيطه بالضرر. فهذه مرتبة. وهناك مرتبة أعلى منها وهي مرتبة من يرتاح بالعمل، ويجعل وقت راحته مقدمة لعمل آخر دون كلل أو ملل. الذي يعيش في هذه المرتبة هو الذي يعيش اليسر في العسر. وهو الذي يعيش حياته كاملة بلا فجوات.

KINDIX | Powered by Sadel Technologies Ltd | הצהרת נגישות | بموافقة وزارة التربيه والتعليم